top of page

الحرية طريق الله

Writer's picture: Ahmed MagdyAhmed Magdy




- إلى أين تذهب؟

- أذهب لأدرك الحقيقة.

- وما وسيلتك؟

- ألقي بنفسي بين يديّ شيخ مُرَبٍّ يأخذ بيدي إليها.

- وكيف يأخذ بيد إليها؟

- لا أدري .. عليّ أن أغمض عينيّ وأترك له قيادي فأصل.

- ومن أدراك أنه قادر على ذلك؟ .. ألا يمكن أن يكون زائفًا؟

- هذا شرط الوصول.

- ألا ترى أنك بذلك تتنازل عن حريتك؟

- لا .. فبكل حرية الإرادة بي اخترته شيخًا .. هذه حريتي في أن أُسلم قيادي له.

- ولكنك تعلم أن احتمال زيفه ربما يفوق احتمال صدقه .. كم من هؤلاء يسعون إلى اقتناء الأتباع كي يشعروا بالسلطة أو يحققوا المنافع.

- فلتكن تلك ضريبة المغامرة في الاختيار .. هذا أفضل عندي من أن أظل جامدًا في مكاني لا أفعل شيئًا.

- إذن أدُلُّك على المعيار الذي تفرق به بين مُرَبٍّ صادق وآخر زائف.

- وما هو؟

- أن يسعى من أول لحظة إلى تحريرك منه .. إننا شعوب تلقت الحقيقة الروحية في لفافة من الخوف والشعور بالذنب .. أوهمونا أننا مدنسون في طبيعتنا، وأن الرب يتربص بنا ليصب علينا غضبه .. وأننا أحقر من أن ننال حريتنا .. هل تدري ماذا فعل ذلك بنا؟

- ماذا؟

- جعلنا أجبن من أن نبحث عن الحقيقة، فبحثنا دومًا عن ذلك الصالح الذي نلقي بأنفسنا فيه .. نتعلق بصلاحه الظاهر حتى نخفي خلفه دنسنا وذنوبنا فتنكشف لنا الحقيقة .. انظر لهم وهم يعلنون أنفسهم حقراء أذلاء مذنبين عبيدًا لا قيمة لهم .. انظر إلى دموعهم عند ذكر العذاب أو قدرة الله على الانتقام منهم.

- وذلك برز أولئك الزائفون الذين استغلوا شعور الناس بهذا الاحتقار فسادوهم وتسلطوا عليهم.

- نعم .. ولهذا إن ألقيت بنفسك في بحر من يُرَبِّي فانظر هل هو يحررك منه أم يحرص على تقييدك بالمزيد من القيود .. فالله لا يصل إليه إلا الحُرُّ.

3 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


bottom of page